الوصف
الصيغة العربية لكتاب مجهول الاسكندر الافردوسي – ما يتميز به هذا الكتيّب هو: الدقة في عرض الأفكار، والموازنة بحذر بين جميع الإمكانات، والصياغة الواضحة للبدائل، وغير ذلك – كل هذا يعبّرعن طبيعة الأفروديسي ويتطابق تماماً مع نغمة كتاباته المعروفة، بحيث إن الشك في تأليفه له – أو بالأحرى في أن مصدره من مدرسته – يبدو غير معلل. «أصلي» لا يمكن أن يعني هنا: الانتماء إلى مدرسة الإسكندر أو إلى دائرة الكتّاب المحسوبين من مدرسته. من الممكن حقاً أن يكون النص العربي يشكل مقتطفاً من النص الأصلي، بحيث إن المقتطف ليس الناسخ العربي ولا المترجم وإنما، على الأرجح، مؤلفاً إغريقياً من أواخر العصر القديم؛ وبالفعل فإن بعض الأمور تشير الى ذلك . لكن هذا المقتطف لن يكون ملخصاً مختصراً بصيغة جديدة، وإنما سلسلة من المقاطع المنقولة حرفياً أي إنه يبقى على هذا الأساس نصاً أصلياً للإسكندر. إن المحاولة التي تجري هنا ترمي، في المقام الأول، إلى الكشف اللغوي للكتيب، أما الصعوبات الفلسفية فتترك للأرسططاليين. إنها تعتبر من مهمتها تقديم مادة جديدة للأبحاث الأرسططالية، ليس مثلاً بتحديد المكان الفلسفي للبحث داخل المدرسة الارسططالية عن طريق إجراء دراسة مقارنة للعديد من التفاسير الموحدة في مجموعة برلين. وفي الوقت نفسه يتعين، طبعاً، بذل الجهد، أولاً، لفهم النص غير المفهوم بسهولة في كثير من الأحيان، وهو جهد استعنت خلاله بزميلي كارل دايشغريبر الخبير في هذا المجال. فقد قمنا خلال جلسات طويلة بتدقيق ترجمتي إلى اللغة الألمانية بفهم أدق للتعابير العربية، من جهة، وبالاستعانة بكثير من المراجع ذات الصلة، من جهة أخرى، وتوصلنا إلى النتيجة أن النص الإغريقي يمكن بالتأكيد إعادة تشكيله – هذا إذا ما فهمنا تحت إعادة التشكيل إثبات أصالة الصياغة أو الكلمات المصطلحية، وليس التحقق من شكل الكلمات والحروف تركيب الجمل وإلخ… كما يمكن أن تكون قد جاءت في الحالات المنفردة. ومن البديهي أن هذا لم يحدث دون شيء من الذاتية. على الرغم من ذلك قمت شاكراً بضم النص الإغريقي الذي صاغه السيد دايشغريبر إلى هذه الدراسة على أمل أن أقدم بذلك خدمة للأبحاث المتعلقة بأرسطو.