الوصف
رسائل ابن سينا – هذه الرسالة وجدها المحقق عبد الله بن احمد العلوي في الهند وقام بتحقيقها وهي تختلف عن المجلدات العائدة للفيلسوف ابن سينا التي نشرت بمجلداته الاربع .
يقول البروفسور بيرغل
ابن سينا لم يكن يريد أن يكون كافراً كالفارابي ،فتفكيره الديني الذي حلَّله بعمق لوي غارديه يُقدِّمه مسلم متدين على طريقته مع ميل واضح إلى التصوف. يتبنَّى ابن سينا كالفارابي نظرية الفيض من لاهوت أرسطو كركيزة أساسية لصورته عن العالم. إلَّا أنَّ هناك فارقاً بينه وبين الفارابي يتمثَّل في أنَّ العقل الأوَّل الفائض عن «الواحد» والذي يُسمّيه «العقل الكلي» لا ينبثق عنه عقل تال فقط وإنَّما أيضاً «نفس»، أي شكل، وما يتبعه من جسم، أي ما يُسمَّى الفلك «المحيط»، ومن هذه الثلاثية تنبثق بعدئذٍ ثلاثيات أُخرى تشمل العقل والنفس والأجرام السَّماويَّة. ولقد ساوى ابن سينا بين «الأنفس» أو أرواح النُّجوم وبين الملائكة الإسلامية.
على الرغم من أنَّه يذكر بين حين وآخر آيات قرآنية ـ ويُفسِّرها طبعاً بطريقة مجازية ـ فإنَّ نظامه الفكري بمجمله فلسفي ـ ربَّاني وبالتالي ليس بأي حال إسلامي بالمعنى الحرفي. بالمقابل فإنَّ فكرة المشاركة ظاهرة عنده أيضاً بشكل واضح. ويتجلى هذا في نظرته إلى الوجود المنسجمة مع العصر الوسيط اللاتيني وأيضاً في علم نفسه، اللذين يعدّان كلاهما من أكثر أفكاره أصالة كفيلسوف.
حياة مكثَّفة إلى أبعد الحدود. في النهار يُؤدِّي عمله الوظيفي ويكتب كتبه، حتى 50 صفحة كُلّ يوم، ويقضي جزءاً كبيراً من اللَّيل في الكتابة والتدريس وفي الندامة والمتعة مع أصدقائه ومع النِّساء. «كان الشيخ قوياً في جميع الأشياء، ولكن من القوى التي كان يتميَّز بها كانت القوَّة الجنسية هي الأقوى والأطغى». ويعيد الجوزجاني، صديقه وكاتب سيرة حياته، موته المبكر نسبياً – توفي وعمره 56 أو 57 سنة – إلى هذه الطريقة في الحياة. أُصيب المعلِّم مثل سيِّده البويهي بمرض (القولنج، أو المغص القولوني) وعالج نفسه بنفسه فترة من الزمن. وكان يعمل حتى ثماني حقنات في اليوم الواحد. لكن قلَّة حذره وممارسته الكثيرة للجنس، وأيضاً وقوع طبيب معالج في خطأ وتناوله جرعة كبيرة من الأفيون أعطاه إيَّاها أعداؤه في البلاط، كُلّ هذا أدَّى مرَّة بعد أُخرى إلى انتكاسات جديدة إلى أن استسلم هو نفسه في نهاية المطافيبقى وجوداً ممكناً لأنه، على عكس الوجود الأبدي للخالق، محدّد بزمن.
