الوصف
قصص الانبياء في التوراة والاسفار والمزامير – لشائع بين اصحاب الاديان السماوية الثلاثة ، والتي تسمى بالاديان الابراهيمية ، ان الله يصطفي رجلاً يوحي اليه ، بمفاهيم الفكر والعمل ليهدي بها العباد ، ليسعدوا في حياتهم ومعادهم فيكون نبياً لله على الارض ، وجعل الله تعالى لكل دين ثلاث قواعد عامة ، تشمل كل حياة الناس قاطبة ، هي (العقائد والعبادات والمعاملات) ، ولكل دين من الاديان الثلاثة اسس عامة ضمن هذه القواعد لا يحيد عنها اي منها ، ففي العقائد تشترك في مفهوم التوحيد ،(الايمان بوحدانيته) وفي العبادات تحديد علاقة الباريء بخالقه (وسميت اركان الدين كالصلاة) وفي المعاملات علاقة العبد بإخوته البشر وبالاحياء قاطبة ولاهميتها قال نبينا (الدين المعاملة) وجعل الله مهمة الانبياء مقتصرة على قومهم ، حتى فاق عدد الانبياء المائة الف ، بينما الرسل لم يتجاوز عددهم الثلاثة ، ولذلك نجد كتب قصص الانبياء كثيرة ، وكل رسول نبي ولكن ليس كل نبي رسول ، فالنبوة كما اسلفت مقصورة على مكان النبي وزمانه ، بينما الرسالة فليست مقتصرة على مكان او زمان ، فتشمل كل الازمان وكل البشر ما بعد الرسول ، ونجد في الدين الاول انبياء كثيرين من اولهم آدم حتى ارسل الله رسوله وكليمه (موسى [ص]) ، ويؤكد كتابه الذي ارسل به (التوراة) ان الكثير اجداده هم من الانبياء ، اما الرسول الثاني (عيسى [ص]) فلا نجد في كتابه (الانجيل) ما ينص على انه نبي ، بل ولا ما في روي عنه ، فما قال انه رسول من الله ، فاختلف المسيحيون بين ان يكون هو الله او ابن الله ، ولذلك لا نجد انبياء في الديانة المسيحية خلفوا او سبقوا المسيح ، وبالتالي لا كتب عن الانبياء عندهم عدا ما هو موجود في العهد القديم (التوراة) . اما الرسول الثالث والاخير (محمد [ًص]) روي عنه ، وجاء في الكتاب الذي ارسل به القرآن انه (خاتم الرسل) ، فهو رسول الله ، ولم يرد في تاريخ المسيحية اسماء (انبياء) ولا في الاسلام ، ولذلك تجد ان قصص الانبياء غالباً يهودية الاصل والرواية والمصادر ، اما قصص الانبياء في الاسلام فمصادرها القرآن والحديث النبوي الشريف والاحبار ، وهذا ادى الى دخول آراء لا تتفق والمفاهيم الاسلامية القرانية ، ولكنها انطلت على كبار علماء المسلمين ، ويكفي ان تمر على (تفسير الجلالين) الذي الفه جلال الدين السيوطي(1445 – 1505م) ومعاصره جلال الدين المحلي ، ترى ان ما ذكر عن موسى وعن اخباره ، والامرُّ من ذلك نسبة احاديث الاحبار او من يروي عنهم تلك الاحاديث المكذوبة عن رسولنا الكريم ، عُرف قسم منها فرُفع من الحديث الشريف ، وبقي كثير منها بإسم (الاسرائيليات) ! وكثير من هذه الروايات الدخيلة في الإسلام جاءت من أشخاص تظاهروا باعتناق الإسلام ، بل ظهر (متنبئ) أجاز التظاهر بالاسلام واضمار اليهودية ، مؤسساً مذهباً وطائفة في اليهودية هي طائفة (الدونمة) في بداية القرن السابع عشر الميلادي ، ولما يزل اتباعه في تركية الى يومنا هذا ، وقد ألف عنهم الاستاذ بالعبريات الدكتور جعفر هادي حسن كتابه المعروف (الدونمة بين اليهودية والإسلام) والذي نشر من قبل شركتنا الوراق عام 2008.
ولذلك نرى ان من ألف في موضوع قصص الانبياء من المسلمين في كل زمان ومكان ، كان الغالب على مصادره الاحبار اليهود لان قصص القرآن عن الأنبياء كانت موجزة غير مفصلة ، و ونادرا ما يعتمد المؤلف المسلم على التوراة مباشرةً ، كونه يجهل اللغة العبرية ، اما المؤلف اليهودي في الماضي فيعتمد على التوراة مباشرةً ، وهي مكتوبة باللغة العبرية عادة ، ولم تكن شائعة بين غير قراء العبرية ،.