الوصف
كسر اصنام الجاهليه في الرد على متصوفة زمانه – كانت الدولة الصفوية قد تأسست بجهود طائفة تدعى الصوفية والقزلباش. كانت هذه الطائفة – الّتي كانت قد تمذهبت بالمذهب الشيعي الإمامي – في البداية من أتباع الشيخ صفي الدين الأردبيلي، ويقال: إنه لم يكن سيداً هاشمياً وبشهادة «صفوة الصفا» مع أنهم تحركوا في ذلك، وتمذهبوا بالمذهب الشيعي، ونشروه، إلّا أنّه يقال إنه كان سنيّاً شافعياً. ما الصلة بين هذه الطائفة وشيعة سبزوار وبيهق وطبرستان والديلم؟ ينبغي البحث في هذا الشأن وإدراك كيفية ذلك بقراءة التواريخ المحلية والعامة.
على كلّ حال كانت هذه الطائفة تسمى باسم الصوفية والقزلباش. وكانت كلمة صوفي في الجهاز الإداري الصفوي لقباً ومنصباً أيضاً. وقد رأيت فرماناً كتبه أحد ملوك هذه الأسرة إلى أحد الكبار ولقبه بالصوفي.
لهذه الطائفة بعض الأساليب والسلوكيات والأفكار من مذهب التصوف، وتسمى الدراويش وكانت سماتهم الواضحة هي: التسول والشحاذة وقطع الصحراء والتطفل مع بعض المعتقدات الخرافية. وعلى كلّ حال تسللت أعمالهم هذه وآراؤهم إلى ثقافة العامة وكانت قد تبلورت بعد أن تقدّم الصوفية أنفسهم، والتحقوا بجهاز الحكم الصفوي، وسلكوا الطريق إلى البلاط والديوان، وحاربوا، وأغاروا وقاتلوا في حروب الحكام الصفويين وصراعاتهم. وما كانوا يطلبونه من الفقر والتسول، وحتى يحصلون على الثروة بدون تعب، كانوا يدركونه بهاتين الوسيلتين الوحشيتين القتل والإغارة.
كانت عقيدة هذه المجموعة قائمة على التعليم والتسليم أصلاً، وعدّوا – على عكس الصوفية الحقيقيين – الملك الصفوي مرشدهم، وأطاعوا أمره، وكانوا يؤدون كلّ ما يأمر به من قتل الناس وسلب الأموال وقتل أولاد الملك نفسه أو أولادهم أنفسهم، وفقء العين، وقطع الأذن والأنف، وإيذاء الناس، ولم يتورعوا عن أي مسلك وحشي. والتاريخ الصفوي كله حافل بشروح سلوكيات هذه الطائفة غير المعقولة.
إنّ لهم في مذهبهم هذا مناسك وأعمال ينبغي عليهم أدائها في الخانقاهات والتكايا والمراقد والأضرحة. وكانوا يعلّمون الناس ويعرفوهم بالأصول والفروع في المقاهي والمحافل في فصاحة. وكانوا يقولون عبارات لطيفة منظومة ومنثورة. وكانت لهم مصطلحات في هذه الأعمال الّتي كانوا يفعلوها، وكانوا يستخدمون رسوماً.
لم يبق الكثير من آثارهم المكتوبة في هذا المجال، والعديد من الكتب الّتي حازها الكاتب في ذلك مفيدة للغاية في معرفة تاريخهم. ولهذا الفرع من العادات والتقاليد الإيرانية على هذا النحو كتب معروفة.
كان القزلباش أو ذوو الرؤوس الحمراء – الذين ذكرناهم – أتراكاً وأتباعاً للسلطان حيدر والشاه إسماعيل، وكانوا يضعون على رؤوسهم الطاقية التركمانية أوّلاً، ثمّ ارتدوا بأمر السلطان حيدر – للمرة الأولى – القلنسوة الحمراء أو القلنسوة ذات الاثني عشرة طية أو الاثني عشرة تركي حيدري. وكانت من اللباد الأحمر، ولها طرف سميك طويل في وسطها، وحولها عمامة بيضاء أو خضراء، وحرير يطوق الرقبة. وقد وضعت عليها حلية وذؤابة وثعبان وأبلق. وكان القزلباش يضعون على أكتافهم جلد النمر، ويعلقوه على كفل الجواد أيضاً.