الوصف
كيف تفكر – دليل البقاء على حياة لعالم مختلف – لِمَ نحن أسوأ في التفكير ممَّا نظنّ
“بماذا كنتَ تفكر؟”، سؤالٌ نطرحه عندما نجد أن سلوك شخصٍ ما لا يمكن تفسيره، وعندما لا نستطيع تخيل أيّ سلسلةٍ من سلاسل التفكير أدَّت إلى ما قاله أو فعله للتو. ولكن، حتَّى وإن لم نكن غاضبين ساخطين، فإننا نجد أنفسنا نتساءل كيف خطرت هذه الأفكار الغريبة على عقول الأصدقاء، والعائلة، والجيران. وقد يحدث أحياناً في سويعات حياتنا الهادئة النادرة، أن نسأل أنفسنا كيف خطرت لنا هذه الأفكار، ولماذا نفكر بهذه الطريقة.
تبدو مثل هذه الأمور مثيرةً للاهتمام ومهمةً؛ نظراً للأسئلة الَّتي تواجهنا باستمرار أفراداً ومجتمعات حول الصحة والمرض، والعدالة والظلم، والجنس والدين، فلن نستفيد جميعاً من فهم أفضل لما يعنيه ذلك. فكر جيداً؟ لقد قرأتُ في السنوات القليلة الماضية العديد من الكتب حول التفكير، وإذْ قدَّمت تلك الكتب نماذج مختلفة عن التفكير، وفي بعض الحالات نماذج غير متوافقة جذرياً عن ذلك، فثمَّة سمة واحدة يتشاركونها جميعاً: القراءة فيها أمرٌ محبطٌ حقاً.
تلك الكتب محبطة؛ فإن لم تتفق على أيِّ شيءٍ آخر، فإنها تقدِّم مجموعةً واسعةً مُفصَّلةً تفصيلاً مذهلاً من الطرق الَّتي يضلُّ بها التفكير. تلك المسارات المتنوعة الَّتي لا حدود لها، والَّتي يمكننا اتباعها نحو الطريق المسدود الَّذي لا مفرَّ منه على ما يبدو للوصول إلى الفهم الخاطئ. ولهذه المسارات أسماء: الارتساء، وتتالي التوافر، والانحياز التأكيدي، وتأثير دانينغ كروجر، وتأثير المنحة (الوقف) ، وتأثيرات التأطير، وأخطاء إسناد المجموعة، وتأثيرات الهالة، وتحيزات التجانس بين المجموعة الداخلية والخارجية، والوهم الحاد.. وهذه مجموعةٌ صغيرةٌ من أسماء تلك المسارات، ولكن مع ذلك: يا لها من قائمة!!
يا له من تأريخ من عدم الكفاءة، والغطرسة، والغباء المطلق!! لقد حدث الكثير من الأخطاء من نواحٍ كثيرةٍ مع عواقب مدمرة على الذات والمجتمعات. والأسوأ من ذلك، أن أولئك الَّذين يعتقدون أنهم يتمتعون بالتفكير الدقيق يتضح أنهم من أسوأ المخالفين ضد الفطرة السليمة.
لذا، فإني أعتقد من غير ريبٍ أنه من الضروري لنا جميعاً ولي أيضاً وأنا أتفحص هذه الكتب أن أحُكم قبضتي على التفكير الجيد والسيئ، والصواب والخطأ؛ فأتجنب بذلك الخطأ وأعتنق الحق. ولكن، لمَّا كان ثمَّة العديد من أنواع الخطأ العقلي، فإن التحقيق يجعلني أشعر بالدوار. وأجد نفسي أسأل بعد حينٍ: ما الَّذي يتحدث عنه هؤلاء الأشخاص؟ ما الَّذي يفكرون فيه؟.