الوصف
مائة ليلة و ليلة – بعد بداية سبعينيات القرن الماضي كنت في القاهرة، أمضيت فيها عامًا ونصف تقريبًا، ما كانت الفترة طويلة لتقع فيها كل الأحداث المكتوبة هنا، لكنها وقعت وكانت بشكل أو بآخر حافلة بالحياة، وبتقديري أنها ما كانت كذلك لو أني أوليت الأمر الذي بسببه سافرت إلى القاهرة كل اهتمامي، وجعلته الهدف الذي عليّ أن أحققه، لكني وضعت أمر اكمال دراستي العليا في كلية آداب جامعة القاهرة هدفي الثاني بعدما انشغلت تدريجيا بمفردات الحياة الثقافية، فكنت قريبًا إليها، أبدلت مقاعد الدراسة بكراسي مقاهي القاهرة الأدبية، مقهى ريش وإيزافيتش وفينيكس غيرها فكنت مع أدباء مصر ألتقي كل يوم، لا أقول أن غيري يحتاج ربما إلى أضعاف الفترة التي أمضيتها هناك كي يخوض معترك الحياة الثقافية بالطريقة التي عشتها، ويلتقي أو يكون قريبًا ممن كان لهم دور بارز في الوسط الثقافي على صعيد الكتابة الإبداعية أو الكتابة عنها أو التنظير لها، بعضهم كان له دور بارز في ظهور جيل جديد يكتب بطريقة ما عرفها سابقوه سواء في كتابة القصة القصيرة أو الرواية، في الشعر أو المسرح، أسماء مثل صنع الله إبراهيم في الرواية ويحيى الطاهر عبد الله وإبراهيم أصلان في القصة القصيرة وأمل دنقل ومحمد عفيفي مطر في الشعر ونجيب سرور في المسرح وهؤلاء ما كانوا يعيشون يومهم إلا بدوافع إخلاصهم وإيمانهم بأنهم ولدوا ليأدوا رسالة، كان هؤلاء وغيرهم أحبوا الحياة وطمحوا في كتاباتهم إلى تحقيق الحلم المؤجل لأن الواقع كان له طعم آخر، خاصة بعد هزيمة حزيران 1967، كانت أعمال الشاعر أمل دنقل تخبرنا بما هو أكثر من ذلك، كذلك أعمال يحيى الطاهر عبد الله وإبراهيم أصلان، جمال الغيطاني وسعيد الكفراوي ومحمد البساطي، يوسف إدريس، غالي شكري، سامي خشبة، محمد عفيفي مطر، نجيب محفوظ، لطفي الخولي، خيري شلبي، الشيخ إمام وعشرات الأسماء الأخرى. «مئة ليلة وليلة» هي بعض من وقائع الأحداث اليومية التي جرت مع من ذكرت أسماءهم، فضلًا عن أسماء أخرى، قد تبدو مفردات الوقائع بعيدة عن إسهاماتهم في الكتابة أو النشر لكنها بتقديري لا تنفصل عنها، قد تثريها وتزيدها عمقًا أو تكشف أو تزيح بعض الإشكالات عن الكثير مما خفي في الأعمال الأدبية لكل منهم.