الوصف
من اغلاط اللغويين الاقدمين – أغلاط اللغويين
كنا أنشأنا مقالات متسلسلة، في سنة 1932 بعنوان “أغلاط اللغويين الأقدمين” فأُدرجت في الأهرام. وكانت الغاية من هذا النشر، أن يطّلع أصحاب الكفاية على ما نكتب ليدلونا على أوهامنا، وأغلاطنا، لنصلحها ونرجع عنها. وإذا هناك، رجال قاموا ينتقدون أسلوب كتابتنا، ولا يتعرضون أبداً للبحث الذي وقفنا له أنفسنا. وأغرب من هذا، زعم بعضهم أنَّ من لا يحسن الكتابة؛ لا يجدر به أن يتعرض لهذا البحث وأمثاله. فهذا وحده كافٍ ليدلّك على ما في بعض تلك النُّفوس، من جهل في مبادىء المنطق، وخبث في النفس، ونذالة في العنصر.
والذي نشكر الله عليه، أنًّه لم يقم أحد فتعرض للموضوع الذي توخيناه. ولا أبان غلط ما ذهبنا إليه، بل اكتفى بعضهم من غير أهل اللغة والنقد بأن قال أقوالاً تنمّ عن حسده، بل أقوالاً كررها مراراً، دلَّت على أنَّ عقله محصور في دائرة ضيقة لا يمكن أن تتبسط وإن حاول الغير توسيعها، لأنَّ الرجل الذي انتحل لنفسه أسماء عدَّة، يكاد يكون مصاباً بداءٍ في دماغه..
إنا لا نذكر شيئاً عن إنهاض المستشرقين لهمتنا؛ فإنًّهم كانوا في رعيل المشجعين لنا؛ داعين إيَّانا إلى أن نكثر من هذه الفوائد إصلاحاً لما في اللغة من الأوهام؛ التي جاء بها بعض المتغفلين؛ وإجلاء لما في بعض أقوال اللغويين من المبهمات. فنحن نرفع عبارات الشكر لجميع من دفعنا إلى معالجة هذا الموضوع من اللغة؛ ونغفر لكل من سبّنا وشتمنا وانتقصنا؛ أو دفعه الحسد إلى القبض على يراعته المرضوضة. إنَّ الله رحيم غفور.