Availability: In Stock

أسطورة الأدب الرفيع

SKU: 9789933493769

EGP 665.00 EGP 598.50

متوفر في المخزون

الوصف

أسطورة الأدب الرفيع – كان الشعراء قديماً يتقدمون بين يدي السلطان فيلقون القصيدة العصماء يصفونه فيها بأنه أفضل الخلق طراً وخير من ركب المطايا. وهم يأملون من وراء ذلك بالجائزة الدسمة أو الجارية الدعجاء…
إنهم شحاذون ويدَّعون بأنهم ينطقون بالحق الذي لا مراء فيه والويل لمن يجرؤ على مصارحتهم بالحقيقة المرَّة أو تكذيبهم فيما يقولون. فهم إنما يذكرون فضائل السلطان عزَّ نصره. وهل هناك في الدنيا من يشك في فضل السلطان أو إنه ظل الله في أرضه.
اعتاد الشعراء على ذلك جيلاً بعد جيل حتى صاروا يغالطون أنفسهم ويتظاهرون بأنهم روّاد الحق والحقيقة وأنهم شموع تحترق.
لا لوم على الأدباء القدامى حين كانوا يتبعون طريق الاستجداء في ترويج أدبهم، فهم لم يكونوا يجدون لهم سوى هذا الطريق. ولكن اللوم يقع على أصحابنا الذين فتحت الطباعة بين أيديهم طرقاً شتى، بينما هم لا يزالون يجرون على نمط أسلافهم الماضين.
يصدر بعض أصحابنا مجلات أدبية فيملؤونها بتمجيد فلان أو فلان من الشعراء القدامى ثم تموت مجلاتهم تباعاً. فيأخذون بالبكاء على مصير الأدب الرفيع في هذا الزمان ويصبُّون الرحمات على تلك العصور الذهبية التي كان الأديب فيها مكرماً معززاً.
وإني إذ أقدم كتابي هذا بين يدي القارئ، أودّ أن يعلم بأني لست من أولئك الذين يتباهون عليه بالأدب الرفيع ثم لا يقدّمون له سوى الألفاظ الرنانة، فلقد تعبت في تأليف هذا الكتاب كما تعبت في غيره، وسهرت فيه الليالي، وبحثت في المراجع من أجله كثيراً.
ولا أنكر مع هذا أنه مملوء بالعيوب، وفيه من التكرار والتطويل ما يبعث على السأم. ولكن هذا هو مبلغ جهدي، ولست بقادر على أن أفعل غير ما فعلت…
وصف أحد الأدباء كتبي السابقة بأنها كجبَّة الدرويش ليس فيها سوى الرقع. وأظن أنه سيصف كتابي هذا بمثل ذلك. ولست أرى في ذلك بأساً. فخير لي أن أكون رقّاعاً أخدم الناس بالملابس المهلهلة، من أن أكون خياطاً ممتازاً أصنع الملابس المزركشة التي لا تلائم أجساد الناس ولا ينتفع بها أحد.

معلومات إضافية

المؤلف

دار النشر

الوراق للنشر والتوزيع

عدد الصفحات

336

المقاس

24*17