الوصف
اداب الصحبة وحسن العشرة – كان أبو عبد الرحمن السلمي الأزدي النيسابوري من قادة الفكر الصوفي في القران الرابع، وقد أثر تأثيراً يعتد به في تطور مبادئ الحركة الصوفية.
ساهم السلمي مساهمة فعلية في حياة التصوف الفكرية والروحية في عصره، شهد أبو نعيم في حليته حيث قال: “وهو(أي السلمي) أحد ممن لقيناه ومن له العناية بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائفل من السلف، مقتد بسيمتهم، ملازم لطريقهم، متبع لآثارهم، مفارق لما يؤثر عن المتخرمين، المتهوسين من جهال هذه الطائفة منكر عليهم إذ حقيقة هذا المذهب عنده متابعة الرسول فيما بلغ وشرع وأشار إليه وصدع ثم القدوة بالمحققين من علماؤ المتصوفة ورواة الآثار وحكام الفقهاء
يقول أبو نعيم في السلمي يثبت لنا أن السلمي كان في معسكر المحافظين وأنه كان يقاوم التيارات الفكرية الإباحية في الوسط الصوفي والعبارة: “وهو المهذب على ما بينه الأوائل من السلف” تدل على أنه كان يحث على التمسك بالقرآن والسنة والشريعة في التصوف. ونحن نلمس في الرسالة القشيرية أثراً لنظرية السلمي هذه؛ فإن القشيري وقف موقف أستاذه في رسالته وطالب بالمحافظة على مبادئ الإسلام الصحيح في التصوف.