الوصف
اشراف مكة – الحجاز بشكل عام ومكة المكرمة بشكل خاص ، حيث كان الإشراف يشكلون محور الحركة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية في الحجاز عموما ومكة خصوصا ، ان هذه الدراسة تسلط الضوء على مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ مكة ، حيث كانت تبعية الحجاز السياسية موزعة بين دولتين ، هما الدولة العثمانية صاحبة السلطة الدينية العليا ( الخليفة) و مصر صاحبة السلطة العسكرية في العصر المملوكي والتي بقى لها دور وتأثير في احوال الحجاز بالرغم من انتقال السلطة العليا الى الدولة العثمانية في اسطنبول .
لقد كانت مصر تتولى تعيين حكام مكة الإشراف خلال العهد المملوكي وبعد سقوط حكم المماليك في مصر و خضوع الدولة مصرية للدولة العثمانية ، فقد بقى والي مصر المعين من الدولة العثمانية مسؤول عن ولاية الحجاز حيث ان اغلب المشاكل والصراعات التي كانت تحدث في الحجاز تحال الى حاكم مصر لغرض الحل او التدخل بتعيين حكام في مكة قبل ان تحال الى القسطنطنية . خصوصا ان اهتمام الدولة العثمانية كان منصب على البقاء على السيطرة السياسية على الأماكن المقدسة حيث ان اقليم الحجاز كان فقيرا و لا فائدة ترتجى منه . فإن سؤال يطرح نفسه ، كم من الخلفاء العثمانيين ” خليفة المسلمين “، قاموا بالحج ؟ لم يذكر التاريخ أي خليفة عثماني توجه للحج الى الديار المقدسة خلال القرون التي سيطرة الدولة العثمانية فيها على الديار المقدسة .
لقد قمت بوضع دراسة عن الاشراف وهي جزء من الدراسة الواسعة التي قدمها عالم الاجتماع الكبير المرحوم د علي الوردي عن الاشراف وابن سعود ، وكذلك قمت بوضع تكملة للمعلومات التي لم يكملها الؤلف عن الشخصيتين الأخيرتين في هذا الكتاب وهما الشريف سعيد بن سعد و والشريف احمد بن غالب .