الوصف
الاستشراق والتاريخ الإسلامي – من المقدمة: من الطبيعي أن يكون التاريخ من أول المظاهر التي تركز عليها الحركات والتيارات المناهضة للأمة، فالتاريخ كان ولا زال يحتل أهمية خاصة من تكوين الشخصية العربية الاسلامية فهو، بما يحتوي على مظاهر الوحدة والتنوع، يؤكد على ترابط واستمرار الأمة عبر العصور بكل قيمها ومثلها وانجازاتها في السياسة والحرب والحضارة والنظم، تلك المنجزات التي ظهرت طبيعتها الانسانية من خلال انتفاع شعوب أخرى منها خارج “دار الإسلام”.
لقد خضعت وقائع التاريخ الاسلامي ومظاهره الحضارية الى معالجات استندت على تفاسير متنوعة في الماضي والحاضر ولم تكن بعض هذه التفسيرات والمعالجات تستند على وقائع ثابتة أو روايات موثوقة بل ربما وصل بعضها الى مستوى التزوير عن قصد للظاهرة التاريخية، وقد بدأ هذا التزوير والتشكيك ولا تشويه من داخل المجتمع الاسلامي ومن قبل حركات عديدة ولدوافع مختلفة. وهكذا طغى المذهب السياسي أو العقيدي على المنهج وساهمت حركات الغلو والاسرائيليات والشعوبية والنزعات السياسية والاجتماعية المناهضة للدولة في تشويه الحقائق وتزوير الوقائع.