الوصف
الدولة الاسلامية -واعادة ترسيم الحدودة الشرق الاوسط – كتب هذا الكتاب بينما كانت حرب الفتوحات على يد “الدولة الإسلامية” سارية على قدم وساق. وبينما سيستمر الصراع لفترة طويلة من الزمن يحاول الكتاب الإجابة عن أسئلة رئيسة بشأن طبيعة وأهداف “الدولة الإسلامية” ودولة الخلافة. ولا يحاول توقع نتائج الصراع بل مساعدة القارئ على فهم طبيعته. لكن إحدى النتائج التي يمكن استخلاصها بداهة تتعلق بتعزيز زخم وانتشار الإرهاب الإسلامي وتنامي قوته لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لدرجة أنه توسع الآن ليتناول قضية بناء الأمة من خلال اللحاق بركب عالم متسارع متغير تلعب فيه الحرب الدعائية والتكنولوجيا دورا متناميا مهما. وهذا ما لا يمكن أن نصف به القوى التي انخرطت لإيقاف انتشاره .
لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، يقوم تنظيم مسلح بإعادة تصميم خارطة الشرق الأوسط الذي رسمت حدوده كلُّ من بريطانيا وفرنسا في العقد الثاني من القرن العشرين. فقد عكفت “الدولة الإسلامية”، المعروفة سابقاً باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، على شن حرب فتوحات أرادت من خلالها إزالة الحدود التي كانت قائمة منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916. يرفرف اليوم علم “الدولة الإسلامية” الأسود والذهبي على مساحة من الأرض تفوق مساحة المملكة المتحدة أو ولاية تكساس وتمتد من شواطىء البحر الأبيض المتوسط في سوريا إلى عمق الأراضي العراقية في منطقة الحزام السنّي. ومنذ أواخر شهر يونيو/ حزيران عام 2014، أعلنت “الدولة الإسلامية” – الخلافة الاسلامية عن إقامة دولة الخلافة الإسلامية على أراضي تلك المنطقة . الخلافة التي اختفت عن العالم منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية على يد أتاتورك عام 1924.
يرى الكثير من المراقبين في الغرب أن “الدولة الإسلامية”، والقاعدة من قبلها، عبارة عن تنظيم لا يأخذ بعين الاعتبار التتابع المنطقي للحقب الزمنية وتغير الأحوال مع كرّ الأيام وتوالي الليالي بل يريد أن يعود بعقارب الساعة إلى الماضي السحيق. بالفعل، فقد وصف اللاجئون السوريون والعراقيون حكم “الدولة الإسلامية” بأنه لا يختلف كثيراً عن حكم حركة طالبان. فملصقات الجدران تبيّن بشكل واضح حظر التدخين واستخدام الكاميرات. ولا يسمح للنساء بالسفر من دون محرم ويجب أن يرتدين الحجاب ويسترن مفاتنهن ولا يسمح لهن بارتداء البنطال في الأماكن العامة. وفي ذات الوقت، يبدو وكأن “الدولة الإسلامية” منهمكة في نوع من أنواع التطهير الديني من خلال دعوتها الفظّة. فسكان المناطق التي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية” يواجهون خيارات تتلخص في اعتناق العقيدة السلفية أو الهرب أو الإعدام.