الوصف
الرموز والطلاسم السحرية عند المسلمين – التمائم والخواتم – انبثق هذا الكتاب عن رسالة لنيل شهادة الدكتوراه بعنوان: «عن جوهر وأصل بعض رموز السحر الإسلامي» قدمت في فبراير/شباط 1925 لكلية الفلسفة في جامعة توبنغن (الألمانية).
عند تصفّح كتب السحر ـ سواء أكانت أوروبية أو شرقية، من العصر القديم أو الوسيط أو الحديث، وسواء أكانت صينية أو هندية ـ يلفت الانتباه تلك العلامات والرسومات الغريبة، والتركيبات الهندسية، والطلاسم المشابهة للحروف، التي تنتشر غالباً هنا وهناك. هذه العلامات تأسر نظرة المراقب العلمي كما تأسر نظرة الساحر. وفي كثير من الأحيان تُهمَل هذه العلامات بالذات عند إصدار نصوص أو ترجمات عن السحر، غالباً بسبب الصعوبات المطبعية. لكن الاهتمام بهذه العلامات التي لا معنى لها وتبعاً لذلك بالكلمات السحرية الناجمة عنها هو غالباً ضعيف أيضاً، إلاَّ أنها تلعب في السحر عموماً، وفي السحر الإسلامي بشكل خاص، دوراً مهماً. فهي تتوارث من جيل إلى جيل وتحافظ على آثار قديمة تستحق الدراسة والبحث. ومن أجل التعرّف على مكانة الخواتم والطلاسم في السحر الإسلامي من الضروري إلقاء الضوء أيضاً على المحيط الذي تظهر فيه في كتب السحر وعلى عالم أفكار الساحر بصورة عامة. وهكذا سنتوصل فيما يلي إلى استنتاجات ليس لها صلة مباشرة بالطلاسم ولكنها قد تساعد على فهم الناس الذين يسحرون بتلك العلامات والرموز. لقد اضطررنا إلى التخلي عن مقطع طويل عن (النبي) سليمان وخاتمه ومعركته ضد جنيّة تسرق الأطفال، كان في الأصل سيأتي بعد الملاحظات المتعلقة بـ«البنتاغرام» (النجمة الخماسية التي تُستخدم كرمز سحري) في هذا الكتاب، وذلك لكي نجعل الطباعة ممكنة.
أتوجّه بالشكر الجزيل إلى أستاذيّ المحترمين البروفسور م. ليدز بارسكي والبروفسور إي. ليتمان اللذين فتحا لي الباب للقيام بهذا البحث العلمي. فقد وضع البروفسور ليدز بارسكي تحت تصرفي من مكتبته الخاصة العديد من كتب السحر العربية وبعض التمائم المطبوعة والمكتوبة بخط اليد. وقام البروفسور ليتمان بتشجيع ودعم هذا البحث منذ أن كان يكتب رسالة دكتوراه وحتى اليوم. ومن مجموعة التمائم الموجودة لديه نشرت بعضها في الملحق.