الوصف
الفرقة الزيدية الاسلامية – الزيديون هم فرع من الشيعة، أي من ذلك الفريق الإسلامي الذي لا يعترف بحق الخلافة إلا للإمام علي وخلفه من بنت النبي فاطمة. ولقد نشأت مسألة العلويين منذ وفاة الخليفة الثاني عمر في سنة 23هـ/644م عندما كان علي، إلى جانب عثمان، من أبرز المرشحين للخلافة. ثم ازدادت الأمور حدة عندما أتهم أصحاب الخليفة عثمان المقتول علياً، الذي بويع خليفة في سنة 35هـ/656م بالمشاركة في الذنب عن مقتل عثمان بسبب موقفه الغامض من عملية القتل. ولقد كتبت فترة خلافة علي القصيرة في التاريخ الإسلامي بالسيف والدم. فبعد نصف سنة من توليه الحكم حارب لأول مرة مسلمون ضد مسلمين، وانتصر علي على مجموعة من الأرستوقراطيين المكيين القدامى ومن صحابة النبي، الذين التفوا حول عائشة أحب زوجات النبي وابنة الخليفة الأول أبي بكر، في معركة “خريبة” التي عادة تسمى ((موقعة الجمل)) لأن ((أم المؤمنين)) كانت تقود المعركة شخصياً من هودجها المحمول على ظهر جمل والذي دار قتال عنيف حوله. وفي العام التالي 37هـ/657م حارب علي في صفين ضد معاوية، قريب عثمان وأحد المطالبين بالثأر له، الذي خلف علياً بعد وقت قصير، وأصبح أول خليفة من الأسرة الأموية في دمشق. وبعد ذلك في سنة 38هـ/658م، حارب علي قرب النهروان ضد الخوارج الذين انشقوا عن جيشه احتجاجاً على التعامل مع قضية الخلافة المقدسة كقضية محاربين محضة، والتي تحولت بعد معركة صفين غير الحاسمة إلى مجرد قضية دبلوماسية. ثم حصل التشيع على دافع جديد لما أضيف إلى الفشل الشهادة. ففي سنة 40هـ/661م قتل علي على يد أحد الخوارج في عملية اغتيال غادرة في عاصمته الكوفة على نهر الفرات. وإذا ما كان الحسن، الابن البكر لعلي من فاطمة، شخصاً غير مبالٍ، وقبل بالسكوت عن معاوية لقاء مبلغ من المال ، فإن الابن الثاني الحسين أعاد الأمور إلى نصابها عندما قام في سنة 61هـ/680م. بمحاولته المغامرة لانتزاع مملكة أبيه من يد الأمويين الذين كانوا في هذه الأثناء قد عززوا سلطتهم، وسقط شهيداً في كربلاء الواقعة شمال الكوفة والتي أصبحت بمقتله مكة الشيعة. وتتجلى القوة الجاذبة لشعار ((آل علي)) في جميع الأزمان على أفضل وجه في أن المغامرين السياسيين تبنوا مراراً وتكراراً من اجل تحقيق أهدافهم شجرة نسب مختلفة تعود إلى علي. فهناك، على سبيل المثال، اشتباه قوي، أو على ألأقل وجد الخصوم بعض القبول في زعمهم، أن جد الفاطميين الذين حكموا مصر من سنة 358هـ/969م حتى سنة 567هـ/1171م شخص ينتسب إلى طبيب عيون فارسي. كما أن جد الأسرة الفارسية الأولى التي جاءت بعد العهد المغولي، وهي الأسرة الصفوية التي حكمت من سنة 907هـ/1501م حتى سنة 1135هـ/1722م، نال شهرة الدروشة بالادعاء أن دماً مقدساً يجري في عروقه. وفي الوقت نفسه زعم كلاهما أنهما المهدي. إذ أن الفكرة الشيعية لم تقتصر على المجال السياسي بل انتشرت أيضاً هناك حيث الظروف الدنيوية للدولة لم تكن مرضية وكانت تتطلب موقفاً دينياً متسامياً. ولقد ملأت الدوائر الشيعية الإسلام بالأفكار التبشيرية التي بالذات لدى الاتجاه الذي نسميه عادة ((شيعة)). فالفكر الشيعي لم يعد له وجود إلا في الدوغما (العقيدة النظرية) القائلة بأنهم يتولون الحكم بالنيابة وفقط حتى عودة الإمام الثاني عشر، المهدي، الذي اختفى قبل ما يزيد على 1000 عام