الوصف
القارئ البغدادى – ثمة ساعات لا ندري فيها أين تقودنا أقدامنا ونحن نحاذي المدن. في السهول التي تشبه بلادي أحببت السير دائما وبخطى بطيئة، ليس برأس خال من الذكريات بالتأكيد. ليلتها، كنت أمشي في الليل وقد استبدت بي وحشة. أي حلم ظل قريبا من النفس؟ كنت أتساءل وأنا أعود للحي الذي أسكنه بعد جولة على الأقدام. كان الحي في صمته المعهود في ساعة مثل هذه وقد تجاوز الليل منتصفه. لم تكن بي رغبة للعودة للدار، وأي دار(!) شقة معلقة في الطبقة الرابعة من بناية لا تحمل تاريخا. مضيت في سيري إلى الحقل المواجه لسكني: خليط من أعشاب برية وزهور الصيف التي جففها صقيع الخريف..بضعة أشجار نبتت هنا وهناك دون انتظام، وخلفها تمتد حقول أخرى حتى حدود الغابة.