الوصف
المعرفة والديمقراطية.. في البدء كانت الكلمة – في سنة 1962 اقتسم جائزة نوبل في مجال علوم الحياة ثلاثة علماء هم: موريس ويلكنسMaurice Wilkins النيوزلندي وفرانسيس كريك Francis Crick الإنجليزي وجيمس واطسون James Watson الأمريكي. ولم يكن ما اكتشفه هؤلاء بالأمر الهَيِّن، حتى بمقاييس جائزة نوبل، إذ أحْدَثَ ما اكتشفوه ثورة علمية ما زالت آثارها، على الصعيدين العلمي والعملي، تفعل فِعْلَها حتى الآن. فلقد مَهَّدت أبحاث الأول، ويلكنس، الطريق لكلٍّ من كريك وواطسون لاكتشاف مكونات وبنية جُزيء ”الدنا” (دي إن إيه) DNA. وتعود أهمية هذا الجزيء إلى وجوده في كل خلية من خلايا الكائن الحي، نباتًا أو حيوانًا، هذا بالإضافة إلى أنه يختزن في بنيته وصفًا دقيقًا لصفات هذا الكائن سواء تلك الموروثة عن أسلافه أو تلك الخاصة به. وعلى الرغم من أن هذا الوصف يتضمن العديد من الصفات المشتركة التي تحدد انتماء الكائن لعائلة ما أو لجنس بعينه فإنه أيضًا يتضمن بعض الصفات التي تُميِّزُ الكائن عن غيره من الكائنات. وتُشكِّلُ كُلٌّ من هذه الصفات، المشتركة والمنفردة، مجتمعة وصفًا لا يتكرر، يُحدِّدُ هُوية الكائن، ويطلق عليه اسم ”البصمة الوراثية”. إن البصمة الوراثية كالرقم القومي رقم واحد لا يتكرر لكل مواطن. كما أسفر هذا الاكتشاف عن نشوء نُظُمٍ علمية جديدة من أهمها علم ”الهندسة الوراثية”. وهو العلم المعني بالتقنيات التي تمكن الإنسان من التعامل مع مكونات وبنية جزئ ”الدنا” بهدف تغيير بعضٍ من صفات الكائن الحي الموجود أو حتى استحداث كائنات جديدة. ومن أبرز أمثلة منجزات هذا العلم الأغذية المعدلة وراثيًّا، فرأينا فواكه أكبر حجمًا أو أقَلَّ بُذورًا، كما رأينا التفاح بطعم العنب،التفاح العنبي، والمشمش بطعم البرقوق، المشمش البرقوقي.