Availability: In Stock

المنتخب من بعض الكتب الاسماعيلية

EGP 360.00 EGP 324.00

متوفر في المخزون

الوصف

المنتخب من بعض الكتب الاسماعيلية – يعجب المطّلع على تاريخ الحركات الإصلاحية والمذاهب والأديان السماوية بكل الأفكار والأديان، دون استثناء، أن يمرّ قرن واحد على ولادتها، حتى تتباين الأفكار والسماة، لتأخذ فكر المحيط الذي ولدت فيه، وتنشأ طبقات من المنظرين الذين يرسمون وجهات نظرهم كأساس للدين، فينشأ مذهب جديد، ويتحزب مؤمنون، قسم منهم لما فهموه من المعتقد، وقسم للرأي الجديد، وتتكرّر هذه الانشقاقات إلى جزئيات تبلغ أحيانًا، بمرور الأجيال، إلى فكر مناقض للأصل مدّعيًا أن أصحابه هم (أهل الحقّ)، ويدّعي معظم المذاهب في كل الأديان اليوم بأنهم يمثّلون (أهل الحق) وأنّهم على الصراط والدّين الذي جاء به نبيُّهم، وتضفي الروايات والأحاديث التي لم يقلها النبي أو قالها ثم حرَّفها الرواة، بل حتى الكتب السماوية أخذت منها التفاسير مآخذ تبدو مضحكة حتى للقارىء البسيط، خذ مثلاً ما جاء في تفسير الجلالين في أمر الله عزّ وجلّ بالصلاة للمسلمين، فبعد أن تبلَّغ الرسول باستلام الأمر من السماء السابعة، وكان الأمر بخمسين ركعة، وتردّد رسولنا تسع مرات بين السماء السابعة والرابعة، حيث يوجد موسى ، الذي يرجعه ثانية إلى السماء السابعة ليرجو ربّه إنقاص عدد الصلاة اليومية، ولكن الله عزّ وجلّ لا يخفض إلاَّ خمس صلوات كل مرة يعود بها خاتم النبيين ، وبذلك يحتاج نبيّنا أن يتردّد تسع مرّات قبل أن يعود إلى قومه بخمس صلوات، وعموم الأسطورة تدلّ، والعياذ بالله من الكفر، أنَّ الله لا يقدّر قابليَّة عباده، وخاتم النبيّين بهذه السَّذاجة بحيث يأمره الله ثم يعود إليه راجيًا تغيير الأمر بطاعة أحد الأنبياء، وأنّ موسى أعلم من الله بالعباد!
أمّا كتب الحديث سنيُّها وشيعيُّها، فتحتوي نماذج من الأحاديث لا الله ولا الأنبياء بل ولا ضعاف العقول يقبلونها، ولا أدري كيف ينام (علماؤنا) ليلهم وهم يقرّون معارضة أوامر الله وأنبيائه بروايات ما أنزل الله بها من سلطان، فمن إرضاع الكبير إلى أنواع الزيجات الطيّارة إلى نصّ يقول إنَّ التركيَّ والكرديَّ والأحوازيَّ لن يَرَوُا الجنة ! بالإضافة إلى تباين جنحي الذبابة وتضادّهما بالسُّمِّية !
المتمعن بتاريخ الشعوب يتضح له دون صعوبة أن الغالب يكون مغلوبًا فكريًا في أحايين كثيرة، وخروج العرب بدينهم الجديد على العالم أدّى إلى دخول أفكار غريبة أضافها أهل الأرض المحتلّة إلى إسلامهم، ينطبق ذلك على كل الأديان الثلاثة، وقد أخذت اليهودية من التقاليد الفرعونية كثيرًا من الممارسات (الدينية) كالختان وأنواع من الزيّ أثناء الصلاة، وأخذوا من الحضارات العراقية تقويمهم القمري والطوفان السومري، والمسيحية أخذت من الميثولوجيا الإغريقية أساطير كانت لزيوس أصبحت معاجز للمسيح (ابن الله) وعيد (الإيستر) في قيام المسيح من قبره حيًّا، ولو دقق القارىء الكريم في كلمة الإيستر لرأى تقاربها مع كلمة (عشتار)، أما فحوى العيد فهو مأخوذ من قصة نزول عشتار إلى عالم الموتى، ثم خروجها منه إلى الحياة ثانية، واستبدل أبطال الأسطورة، فالمسيح أخذ دور عشتار، والله أعطي دور ارشكيجال ربّة عالم الموتى، وفي إيطاليا تظاهرات بتماثيل قساوسة تحيط بها الأفاعي وفي بلدان أخرى جلد الذات، والمشي على النار واستعمال السيوف و(القامات) لشجِّ الرؤوس طقوس لا أساس لها البتّة في أي دين سماوي، وزيارة بسيطة للبلدان غير العربية، وملاحظة الممارسات الإسلامية لوجدنا أنّ لكلِّ بلدٍ (إسلامه)، تتداخل فيه الجغرافية بالتاريخ بالمناخ المحلِّي بالتقاليد والمخاوف البشرية بأمل الخلاص في العالم الآخر، فأعياد النيل وشمّ النسيم ورمي لعبة صغيرة فيه، ونوروز الفرس والأكراد، والزيارات المليونية لقبور الأولياء، بل وعمل نماذج مصغّرة لمراقدهم لزيارتها أغرقت الأديان في متاهات لا علاقة لها بالدين في أصوله التي جاء بها الأنبياء، هذه (الجذور) الغريبة عن الأديان السماوية الحنيفة هي التي شقّت الأديان إلى مذاهب وفرق، ولا تزال نظرية الطبائع والأخلاط تؤثر حتى في الأوساط الطبيّة بما يسمّى بالطب النبوي والطب البديل وغير ذلك مما يعتمد في انتشاره على (أحاديث شريفة) تُنسب إلى النبيّ الفلاني أو الإمام العلاني، والنبيُّ أو الإمام بريء ممّا نُسب إليه!

معلومات إضافية

المؤلف

دار النشر

الوراق للنشر والتوزيع

عدد الصفحات

152

المقاس

21*14