الوصف
تاريخ الكاظمية 1-4 – ما كان عندي تصور واضح عن كتابة تاريخ مدينة الكاظمية، ولكن هذا التصور قد تبلور من خلال اهتمامي بتاريخ العراق القديم والحديث، خاصة تاريخ بغداد الذي لا ينفصل عنه تاريخ الكاظمية في مضامينه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمرانية والثقافية.
لقد وجدت تاريخ هذه المدينة المقدسة سجلاً خالداً تاريخ بغداد، تضمنه صفحات مشرقة من تاريخ العرق، وألزمت نفسي الكتابة من الخاص إلى العام ما دام الترابط قائماً بينهما في وحدة الموضوع، ولعل مبعثه أن الكاظمية جزء من بغداد في موقعها القريب منها.
وزادت الرغبة وتعاظمت لأن معظم الذين كتبوا عن الكاظمية كانت كتاباتهم عن تاريخ المشهد الكاظمي لا تاريخ المدينة وتطورها إلا بقدر اليسير في مواضيع متفرقة وبصورة مختصرة. وقد تبلورت الرغبة للكتابة من خلال تواجدي في الأعوام الأخيرة في المجالس الأدبية والثقافية في بغداد، وكان الغالب في البحوث التي تقدم أنها تتعلق بالتراث، وفي ذاكرتي منه الكثير عن الماضي القريب الذي أخذ يشكل تراثاً على ضوء المتغيرات الجديدة مع الزمن السريع الذي لم يدع للتراث وجوداً فعلياً وصار في صدى السنين على قربه، وذلك بتغلب وسائل العصر الآلية التي طوقت المدارك الفكرية بأزرار ثابتة بضغط عليها بأطراف الأصابع، فجعلت الجيل الجديد بعيداً عن تراثه الحضاري.