Availability: In Stock

تاريخ علم الكلام الاسلامي من النبي محمد

EGP 1,025.00 EGP 922.50

متوفر في المخزون

الوصف

تاريخ علم الكلام الاسلامي من النبي محمد – من مقدمة المؤلف تلمان ناغل
بعد محاضرة عامة عن موضوع علم الكلام الإسلامي، مثلاً، يتعين على المرء أن يكون مستعداً دوماً لتلقِّي اعتراض من المستمعين المتشكِّكين بأنَّه في الإسلام لا يوجد «علم الكلام» وإنَّما فقط القرآن، وأنَّهم قد قرؤوا هذا في مكان ما حبراً على ورق. فأين وكيف يمكن أن يوضَّح للمهتم غير الخبير شيء آخر أفضل؟ فالمستشرقون لم يتكون لهم بعد جمهور من القرَّاء، قياساً إلى جمهور علماء اللغة الكلاسيكيين، لأنَّهم لا يكتبون أبداً لجمهور القرَّاء. يتعين عليهم أن يتمكَّنوا أولاً شيئاً فشيئاً، حسب رأيي، من أداء مهمة مجزية جداً وشيقة وهي الدخول في أرض علمية جديدة. الأبحاث المنفردة عالية التخصص تجد لها، في العادة، مكاناً في المجلات الاختصاصية. أما الأعمال ذات الأُطروحات الواسعة والشاملة فيجب أن تكتب بصيغة مفهومة عموماً وأن يتمّ تطوير موضوعاتها بحيث تتمكَّن دائرة عريضة من القرَّاء المنفتحين من التعرُّف على وزن الموضوع المطروح ومن الشعور بالاغتناء الثقافي من معرفتها.
بذلك نأتي إلى الموقف الفكري الذي كُتب هذا الكتاب انطلاقاً منه، وأيضاً إلى بنائه الذي يستمدّ منطقه الداخلي من هذا الموقف. تحت كلمة «علم الكلام» أفهم صياغة مضمون رسالة ينقلها داعٍ إلى دين جديد، هو هنا النبي محمَّد، بحيث يتشكَّل بنيان منسجم ومقنع.
هذا السعي، الذي تمنحه الظروف الزمانية المتبدلة تلونات مختلفة، يلاحظ دوماً عند مراعاة الآراء التي اكتسبها علم الأديان العام والمقارن. من هذا المنظور يتبيَّن، على سبيل المثال، أنَّ موضوع الدراسة اللاهوتية في العهد الأموي (40 – 132هـ/660 – 750م) يختلف عنه في الحقب التي تلته. عند إلقاء نظرة على المعطيات السياسية والاجتماعية السياسية يمكن فهم تحول الموضوعات اللاهوتية – ولكن لا يمكن استنتاجه من هذه المعطيات. بل إنَّ وضع الأفكار اللاهوتية المسجلة لاحقاً في محيطها اليومي يرمي إلى فهمها كجزء جوهري من الثقافة الإسلامية وبذلك ينبغي النظر بإنصاف إلى الادعاء الإسلامي بأن الإسلام يجمع الديني والدنيوي في خليط متكامل لا ثغرة فيه.
أي إنَّ الفهم الذي يكوّنه المسلمون عن أنفسهم وعن عقيدتهم يؤخذ على محمل الجد؛ ولا يؤخذ بالتقييم بمقاييس غريبة. إلَّا أنَّ الموقع الذي ينظر منه إلى اللاهوت الإسلامي ليس إسلامياً. وهذا يعود بالذات إلى أن تطور التعاليم يُدْرس من خلال صلته بالتاريخ. أما الموقف الذي يقرّ فيه المسلم بعقيدته ويمارس شعائرها الدينية فهو مختلف كلياً: بالنسبة له ليس ما جاء به النبي محمَّد بدايةً يتطور عنها عبر القرون شيء جديد لم يكن محمَّد يستطيع رؤيته أو التنبؤ به؛ من وجهة النظر الإسلامية وصل الفكر الديني مع محمَّد إلى درجة الكمال المطلق التي لا يمكن تجاوزها. ولذلك سيكون الموضوع الأساسي للفصل الأول من هذا الكتاب السؤال عن الكيفية التي تتشكَّل فيها القناعة بلا تاريخية (أبدية) الرسالة النبوية وكيف تجذب اللاهوت (علم الكلام) إلى حرمها. ولكي لا ألغي المسافة بين الإيمان القاطع المنتشر في جوانب كثيرة بين المسلمين بصحة التعاليم في عقيدتهم، من جهة، وبين مقولات البحث العلمي التاريخي النقدي عن هذه التعاليم، من جهة أخرى، قمت، عند اللزوم، بعرض وجهة النظر الإسلامية بصورة مختصرة.

معلومات إضافية

المؤلف

دار النشر

الوراق للنشر والتوزيع

عدد الصفحات

400

المقاس

24*17