الوصف
حكايتي مع صدام – ليست هذه الحكاية قضية شخصية كما يبدو للقارىء من أول نظرة على عنوان الكتاب، لكنها حكاية تعكس قضية عامة، اختارني الطاغية أو ربما القدر كي أكون صاحب هذه الحكاية أو الضحية التي بواسطتها نفذ النظام ما خطط له من هجوم كاسح على الجامعة وعلى المؤسسات الأكاديمية بعد أن كانت تتمتع بقدر معين من الاستقلالية أو الموضوعية، وسرعان ما انتشر خبر هذه الحكاية بين مختلف أوساط الرأي العام العراقي لتصبح حينئذ قضية الشارع أو المجتمع العراقي الرئيسية يتحدث بها القاصي والداني، وربما كان موقفي الثابت أمام الطاغية وموقف الطالبات والطلاب الجريء جداً والمساند لموقف أستاذهم وتضحيتهم الغالية بواقعهم وبمستقبلهم السبب الرئيس في انتشار هذه القضية التي أصبحت تعرف بقضية (من لا ينتج لا يأكل).
لقد كانت القضية نموذجاً سيئاً جداً للقمع الفاشي بما يتعلق بحرية الفكر والاعتقاد، ومثالاً سيئاً جداً للتدخل البوليسي في شؤون الجامعات وانتهاك حرمتها وقدسيتها. فوجدت أن خير توثيق لها هو طبعها ونشرها بكتيب قد يساهم في تدوين صفحة من صفحات تاريخ الفاشية في العراق.