الوصف
ذاكرة جرح – في صمت.. في حزن.. بوقار العمر الشاحب، خلعت حذاءها.. خطت في تؤدة، في حكمة بوقار الشعر الأبيض وبراءة عذراء اشتعلبها الشيب.. وقفت تلملم بقاياها.. تستدعي الذكريات.. تلتمس دفء دمعة جفت ما بين أساطير الخيال وأروقة الحياة.. جلست على تلك الرمال مثقلة بحب لم تعشه وحياة لم تحياها بوحدة أنهكتها وحكاية ولد وبنت..
كان يشاهدها من بعيد.. احتفظ بتلك المسافة بينهما فكما مسافات المكان هناك مسافات العمر.. أيهما أخلف موعده؟!.. لا يعلم.. سادت المسافة المشهد فبينهما مسافة قدر تحكم الأمر.. كان يكتفي منها بالنظر.. يكتفي بنسيم حضورها.. حفظ عن ظهر قلب بصمة عطرها.. أيقظت بركانه.. لازمت أحلامه.. زلزلت ما عمل على بنائه على مر العمر.. ظل يراقبها.. يتربص بها.. لم تراوده أحلامه ليلاً فقط بل باتت أحلام يقظته منه تسلبه.. أعادته لعمر المراهقة لمضمار ارتحل عنه دون أن يغبِّره.. ملكت عليه القلب والعقل فاتّخذ قراراً بالنزال.. قرر أن يخوض معركته معها ففي كل الأحوال قلبه بات لها، ولكن كيف ذلك؟! لم يعلم كيف يخاطبها؟!.. كيف يتودد إليها؟!.. فقط لو تعلم كم يعنيه قلبها.
