الوصف
علم الصفات الالهية – أن موضوع البحث هذا له وقع خاص للمهتمين في دراسة الدقيقة للعلم الكلام والنقطة المهمة التوقف على الترجمات القديمة للنصوص اليونانية القديمة والتي ترجمت للعربية فيقول من عدم دقتة الترجمة او عدم فهم المقصود فيها.. “كما أنّ الأشعري يستشهد مراراً بأرسطو دون أن يفهمه، لأنّه لم يكن لديه أي إطّلاع على الفلسفة الإغريقية، بل وكان في هذه المسائل، حسب قول أحد خصومه، «يتخبط مثل جمل أعمى». إذ إنّ اقتباسات من أرسطو كانت، مثل أقوال فلاسفة آخرين، شائعة لدى الأوساط الشعبية أيضاً كمقتطفات أدبية، أي ما يسمى بالأقوال المأثورة، دون أن يكون لها أي تأثير على تفكير النّاس أو على النقاشات الدائرة حول النظرة إلى العالم. لكن، وإذا ما كان الأمر كذلك فعلاً، يبدو من المناسب أن نفحص مرة أخرى علم الكلام الإسلامي المبكر من ناحية وسائل تفكيره الّتي كانت تعدّ حتّى الآن، وبصورة عامة تقريباً، ومتطابقة مع التعابير والمصطلحات الفنية المستعملة في الفلسفة الإغريقية وكانت الصلة، بناء على ذلك، تقام بشكل أو بآخر بين علم الكلام وهذه الفلسفة. وكنتيجة لهذه الأبحاث نذكر هنا مقدماً أنّ المصطلحات اللغوية للزمن القديم لم تكن، بأي حال، موحدة ولم تكن محددة، بحيث أنّه لا يمكن الحديث عن مصطلحات فنية”.
ثم يقول “يتبيّن من البحث الدقيق للتعبير الإسلامي «عرض» أنّ هناك اختلافاً عميقاً بينه وبين نظيره الإغريقي، سواء من ناحية المضمون أو من ناحية مجال الاستعمال. «العرض» لا يرمي في الفكر الإسلامي إلى تحديد طبيعة الشيء منطقياً وإنّما إلى تفسير مظاهر وتأثيرات الشيء فيزيائياً. فهو لا يُعتبر وجوداً وإنما مؤثراً، أي إنّه متماثل مع سبب أو علّة أو مبدأ”.
ويقول
إنّ العلاقة بين علم الكلام الإسلامي المبكر والنظرات الثنوية إلى العالم يثبتها أيضاً التفسير الأخير للتعاليم المتميزة عن صفات الله بصورة خاصة والأعراض بصورة عامة. وذلك لأنَّ الصفات الإلهيّة تظهر عند زرادشت وعند ماني، على حدّ سواء، كماهيّات، وفي كلا النظامين توجد علاقة بين الصفات الإلهيّة والعناصر وأيضاً الصفات البشرية. عند زرادشت يفعل «أهورا مازدا» بواسطة «أميشاس سبانتاس» الذين يحيطون به كملائكة وليسوا سوى ماهيات لصفاته. ونجد أيضاً في التغيير الّذي أجراه ماني على اللاهوت الزرادشتي أربعة أشكال للوجود الإلهي: الله، والنور، والقوة، والحكمة. وفي مكان آخر يوصف جوهر الله بخمسة من القوى العقليّة. وهي مظاهر مشخصنة أو أوجه للإله الواحد. وكخلفية لهذه الماهيات من التصرفات الإلهيّة وقوى العقل الإلهيّة تظهر في التصور الإلهي لماني شخصنة أخرى هي «الذات» أو «الروح»، «نابشا» السورية، وهو تعبير متطابق مع تعبير «غريف» Grev، أي «الطبيعة» أو «الماهيّة»، المأخوذ أيضاً من الديانة الإيرانية، والذي هو نفسه متطابق مع «كيانا kjana» السريانية، التسمية المعبرة عن المبدأين (النور والظلمة). [و “طبيعة” و “ذات” و “كيان” وماهية. “فالمسيح مثلا هو” أقنوم “هو انسان وإله في الوقت نفسه.]
لقد قمت بوضع دراسة عن حياة المؤلف العلمية وكتبه وكذلك وضعت بعض الهوامش التوضيحية التي تساعد القارئ وتعريف بأعلام الكتاب الذين استعرضهم المؤلف في دراسته هذه.