الوصف
علي الوردي ، نقد كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين – قمتان ثقافيتان عربيتان عاشتا في بلدين نشأت بهما اول حضارتين على الارض ، اولاهما على ضفاف النيل (الدكتور طه حسين – 1889 الى 1973) والاخرى على ضفاف دجلة (الدكتور علي الوردي – 1913 الى 1995) وقد عاش كل منهما ولم يدرك الخامسة والثمانين !
عاش الدكتور طه حسين ومصر في اوج نهضتها الثقافية ، وتوفي في بداية التدهور الثقافي العربي ، بعد كارثة 1967 ( ما يعرف بالنكسة !!!). والدكتور طه حسين ذو ثقافة (ازهرية) لقحها بدراسات عليا بباريس ، في الميثولوجيا الاغريقية (ترجم كتابي : [الهة اليونان] و [صفحات مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان] وترجم كتاب : [نظام الاثينيين لارسطو] ،
بينما كانت للمرحوم الوردي رسالة الماجستير دراسة في سيولوجسة الاسلام و رسالة الدكتوراه نظرية المعرفة عند بن خلدون ، وعاش الدكتور الوردي من بداية نهضة العراق وتوفي والعراق يلفظ انفاسه ثقافة وتطورا وتقدما ! وقد درس الثانوية في العراق والبكلوريوس في لبنان الجامعة الامريكية واتم دراسته العليا بأمريكا ، من الغريب ان للرجلين صفة اخرى يشتركان بها ، فقد امتاز الرجلان بفضيلة يمتلكها القلائل من الرجال في عهدهما ، الصراحة والجرأة ، فكاد لهما المجتمعان وكفرهما المكفرون ، والجهلة وانصاف المثقفين ، وكثير من حسادهما !.
لا تكاد تجد مثقفا عربيا لا يعرف عميد الادب العربي الدكتور طه حسين (1889 – 1973) ، ولا مثقفا عراقيا وعربيا لا يعرف الدكتور علي الوردي (1913 – 1995) فكلاهما كان علما في النقد ، الاول في نقد الادب ، والثاني في النقد الاجتماعي للمجتمع العراقي خاصة والعربي عامة مع دراسات نفسية اجتماعية ، ولان الادب نتاج المجتمع ، فقد جمعهما ذلك في دراسات الادب العربي ونقده في مراحله الاولى اي في الجاهلية وما تلاها ، وعوامل تطور الادب العربي وانتكاساته في المراحل المختلفة من حياة الشعب العربي ، مما اثار ضدهما ضجة .