الوصف
كتاب الطبيخ – 576-627-هجري من فنون المطبخ االعباسي – لعل كتاب الطبيخ الذي وضعه أبو اسحق إبراهيم بن المهدي العباسي المتوفى في سنة 224هـ من أبرز الكتب التي صُنِّفت في الطبيخ العباسي فقد كان إبراهيم بن المهدي يتمتع بذوق رفيع في ما يتعلق بالطعام الذي كان يُعَدُّ في مطابخ دار الخلافة، بل والطريف أنه كان ينظم أشعاراً في الأكَلات وانواعها وطرق طبخها وتهيئتها( )، وهذا لم يكن جديدا بالطبع فإن كتاب ابن سيار الوراق يحتوي على الكثير من الفصائد في الأطعمة، إلا أن الجديد في الأمر هو وضعه وصفات لطبخات عدة على شكل قصائد. وهذه قصبدة واحدة من القصائد الطريفة التي نظمها في أكلة (النرجسية)، حيث يقول:
يــا سائلي عن أطيب المآكل
سألت عنه اليوم غير جاهل
خذ يا خليلي أضلعا من لحم
ولحـــــم فخذ بعده وشمِّم
فاقطع من اللحم السمين الرطب واغسله بالماء القراح العذب
واطرحه في الطابق فوق النار
ثم اقله بالزيت والأبزار
حتى إذا ما صار فيه أحمرا
قطِّع عليه بصلا مدورا
وبصلا رطبا طريا أخضرا
وألق عليه سذابا وكزبرا
وسقِّه مريـــــاً وزنجبيلا
وفلفلا من بعده قليلا
وأضف عليه بعده هليونا
وافقص عليه بيضة عيونا
مثل نجوم الفلك المنيرة
وزهرة النرجس مستديرة
وازرر عليه قطع السذاب
وبعضه قد قام بانتصاب
وقرب الطابق في غلاف
أو سلة من قصب الخلاف
ثم اذكــر الله وكل هنيا
أكلا لذيذا طيبا سريا