Availability: In Stock

موقف الأصولية الإسلامية القديمة من علوم الأوائل

SKU: 9789933521110

EGP 410.00

متوفر في المخزون

الوصف

موقف الأصولية الإسلامية القديمة من علوم الأوائل – تحت تعبير «علوم الأوائل» أو «علوم القدامى» وأيضاً «العلوم القديمة» يفهم في الأدب الإسلامي، خلافاً لعلوم العرب، والعلوم الحديثة، وعلى الأخص العلوم الدِّينيَّة (الشريعة)، تلك الفروع من العلوم التي دخلت إلى دوائر الثقافة الإسلامية تحت تأثير مباشر أو غير مباشر للكتب المأخوذة من الأدب الهيليني («كتب الأوائل») أي إنَّه ينتمي إلى هذه العلوم، جميع علوم الموسوعة الإغريقية الفيزيائية والميتافيزيقية، الفروع المختلفة للرياضيات، والفلسفة، وعلوم الطبيعة، والطب، والفلك، ونظرية الموسيقى، وغيرها. وبما أنَّ رعاية العلوم التصقت بالمتناقل من الأفلاطونية الجديدة، فإنَّها، بصرف النظر عن علم التنجيم، تضمنت أيضاً تمارين من عالم السحر ومعارف من الممارسات السحرية المختلفة أُدخلت إلى دائرة «علوم الأوائل» وإلى علوم الفلاسفة.
على الرغم من الرعاية الواسعة التي لقيتها تلك العلوم منذ القرن الثاني الهجري، ومن العناية التي لقيتها من الخلفاء العباسيين ومن القبول في الدوائر الدِّينيَّة الإسلامية ذات العقل المنفتح، كان هناك أُصولية صارمة تنظر على الدوام بعين الشك والريبة إلى أولئك الذين «تركوا علم الشافعي ومالك ورفعوا في الإسلام رأي دقلس إلى مستوى القانون». إذ اتهم بالزندقة أُناس من مثل علي بن عبيدة الريحاني الذي كان الخليفة المأمون قد جعله من حاشيته، وأبي زيد البلهي، بسبب كتبهم ذات الاتجاه الفلسفي.
مع تزايد سيطرة الأُصولية المظلمة ازدادت حدة عدم الثقة لدى الدوائر الدِّينيَّة للإسلام الشرقي ضد نهج علوم الأوائل. ومن أقدم الأمثلة على ذلك قلق الفيلسوف الكندي خلال فترة عودة الأُصولية في عهد الخليفة المتوكل. إلَّا أنَّ هذه العوائق لم تؤدِّ، لحسن الحظ، إلى فشل العناية المتواصلة بهذه العلوم.
ولم يقتصر عدم الثقة بالمعنى الضيق على الأبحاث الفلسفية فقط. فالغزالي يشكو من أنَّ المتدينين يشعرون بنفور طبيعي من بعض العلوم كفنّ الحساب والمنطق، فقط لأنَّه يُقال: إنَّها تنتمي إلى علوم الفلاسفة الملحدين على الرغم من أنَّها لا تعترضها بنفي ولا إثبات. إنَّ الاسم «فلسفة» وحده هو الذي يجعلهم ينفرون من العلوم المرتبطة بشكل ما بالفلسفة، مثل من يريد خطب فتاة جميلة، لكنَّه يتراجع عن ذلك عندما يعلم أنَّها تحمل اسماً ما هندياً أو سودانياً كريهاً. وهو يحسب لهم هذه المعارضة العنيدة خطأ أكبر لأنَّهم يحتاجون لعلمهم ذاته إلى الهندسة والمنطق.
فقط يمكن أن يقدّر كفكرة ذكية البرهان الذي اعتمده مفسّر القرآن المرسي المعاصر لياقوت وهو أنَّ القرآن يحتوي على إشارة إلى مختلف «علوم الأوائل»، وحتى إلى المنطق والرياضيات والطب وعلم الفلك وغيرها، كما ونجد فيه إشارة إلى الحِرَف اليدوية المختلفة وإلى الفروع الصناعية وغيرها
لكن المسلم التقي يجب عليه تجنُّب تلك العلوم كعلوم معادية للدِّين. وطبقوا عليها دعاء النبي إلى أن يحميه الله «من علم لا ينفع» الماوردي (المتوفى سنة 450هـ) وهو في مجاله الحقوقي عالم كبير وفي طريقة تفكيره الدِّيني معتزلي يعترض صراحة على تطبيق أقوال النبي الكثيرة، التي يدعو فيها إلى طلب العلم، على غير العلوم الدِّينيَّة، أي ليس على العلوم العقلية («العقليات»). والحنبلي تقي الدِّين ابن تيميّة لا يفهم تحت كلمة «علم» إلَّا العلوم الموروثة عن النبي. كل ما عدا ذلك إمَّا إنَّه غير نافع أو ليس علماً على الإطلاق وإن أُعطي هذا الاسم.

معلومات إضافية

المؤلف

دار النشر

الوراق للنشر والتوزيع

المقاس

21*14