الوصف
الخليج والجزيرة العربية في مجلة المقتطف المصرية – تُعد ( مجلة المقتطف)، أو ( جريدة المقتطف) كما كانت تُنعت في أجزائها الأولى، أقدم علمية عربية صدرت في الوطن العربي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وقد أقيم لمنشئي المجلة الدكتور يعقوب صروف والدكتور فارس نمر احتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على حياة مجلة المقتطف.
كان الاحتفال الأول من نوعه في الوطن العربي، إذ كُرِّم فيها منشئا المقتطف وهما على قيد الحياة، وكان للبحوث والكلمات التي قيلت في تلك المناسبة، وجرى نشرها بعنوان ( الكتاب الذهبي ليوبيل المقتطف الخمسيني( 1876-1926) خير معين لدراسة المجلة ومنشئيها. كما جرى نشر بحوث أُخرى في أعداد المجلة القادمة. وقد تمَّ اعتمادها في وضع هذه الدراسة.
ظهرت المقتطف إلى عالم الوجود في بيروت في الأول من مايس/ أيار عام 1876، في وقت كان الوطن العربي يعيش في حالة كبيرة من التخلف، التي أمضاها في ظل الحكم العثماني الطويل الذي خيَّم على هذه البلاد لما يزيد عن أربعة قرون، وكما يقول اسبيرو جسري، رئيس تحرير مجلة المقتطف عام 1952.
وُلد يعقوب صروف، القطب الأول من أقطاب مجلة المقتطف في بلدة الحدث سنة 1852، وتوفي في القاهرة عام 1927، في حين ولد فارس نمر القطب الثاني للمجلة في حاصبيا سنة 1856 وتوفي في القاهرة عام 1952. التحق الاثنان بالكلية السورية الإنجيلية، التي عُرفت بـ ( جامعة بيروت الأمريكية)، وتخرجا عام 1873، وقد اختير الاثنان للتدريس في تلك الجامعة نظراً لكفاءتهما العلمية.
إنَّ مواكبة هذين الرجلين للمؤلفات والجرائد والمجلات العلمية الأجنبية التي كانت تصل إلى جامعة بيروت الأمريكية، جعلهما يشعران برغبة شديدة لإصدار ما يماثلها في اللغة العربية، التي كانت تفتقر آذاك إلى مجلة علمية تُنشر فيها المكتشفات الجديدة في العلوم والفنون، فأقدما على استحصال موافقة إصدار جريدة ( مجلة) المقتطف، التي صدر العدد الأول منها في غرة مايو( أيار) سنة 1876
وهكذا كانت المقتطف في مسيرتها التي امتدت ثلاثة أربع القرن (1876-1952)، مجلة علمية ثقافية، بل هي موسوعة علمية، تركت آثارها على الفكر العربي في مجالاته المختلفة، وأخذت بيده في طريق الارتقاء والنضوج.