الوصف
هرمس العربي – وتعد أول دراسة معمَّقة عن هرمس المُثَلّثِ بِالعَظَمَةِ، الحَكِيمِ المِصرِيِّ القديمِ الأُسطورِيِّ، الذي نُسِبَت إليه أعمالٌ كثيرةٌ في التَّنجيمِ والسِّيمياءِ والطَّلاسِمِ والطِّبِّ والحِكمَةِ – كما يَتَجَلّى في الكتاباتِ العربيةِ المُبَكِّرَة. مَن كان يَعتَقِدُ المؤلِّفُون العربُ المُبَكِّرُونَ أَنَّهُ هرمسُ المُثلَّثُ بالعَظَمَةِ؟ وَكَيفَ وَصَلُوا إلى هذا الاعتقادِ؟ ما علاقةُ الأعمالِ الكثيرةِ المَنسُوبَةِ لِهِرمِسَ – والباقِيةِ في المخطوطاتِ العربيةِ – بالهرمتيكا اليونانيةِ واللاتينيةِ التي خَضَعَت للدِّراسةِ بشكلٍ أعمَقَ؟ هل تُعَدُّ الهرمتيكا العربيةُ تَرجَمَةً لأعمالٍ يونانيةٍ أم أنها اختُرِعَت اختراعًا في العربيةِ؟ وإذا صَدَقَ الاحتِمالُ الثَّاني، فماذا دَفَعَ مُؤَلِّفِي هذه النُّصُوصِ إلى نِسبَتِها إلى هِرمِس؟ والكتابُ محاولةٌ جادَّةٌ للإجابةِ عن هذه الأسئلة، لاسيَّما أننا في حضرةِ أسطورةٍ ظلَّت بالغةَ التأثيرِ في تاريخِ الفكر العالَمِيِّ حتى وقتٍ قريب، فَقَدْ لَعِبَ هرمسُ دَورًا مُهِمًّا باعتبارِهِ مِثالًا يُحتَذَى في الحِكمَةِ، ومؤسِّسًا للمَعرِفَةِ، وأُستاذًا للرُّوحانِيَّاتِ، ونَبيَّ العِلمِ الذي لَمَسَ النُّجُومَ وسَمِعَ كَلِماتِ المَلائِكَةِ، باختصار، كان هُوَ الحَكيمَ الأوَّل