الوصف
اسما العراق وبغداد – العراق وبغداد مصطلحان أو اسمان من الأعلام البلدانية المعروفة عالمياً على النطاق العالمي، ومما لا شكّ فيه أن دراسة أعلام الأمكنة والبقاع في بلد من البلدان دراسة شاملة ومتأنية من الوجهة اللغوية والتاريخية والجغرافية والآثارية يفضي بنا إلى نتائج مهمة جديرة بالاهتمام في تاريخ وآثار وجغرافية وعادات ولغات ذلك القطر والبلد. ولو أمعنا النظر فيما يحتوي عليه كل قطر من الأقطار، من مدن وقرى وكهوف وجبال وسهول ووديان وأنهار وبحار وغير ذلك من العوارض الطبيعية، وفحصنا ما أطلق عليها من أسماء وصفات لاتضح لنا أنها ترجع في أُصولها إلى لغات مختلفة وأزمان مختلفة منها ما هو واغل في القدم، وإن الدوافع إلى إطلاق تلك التسميات كثيرة ومتنوعة، منها ما سُمّي بسبب حادثة أو واقعة حربية حدثت في أرضها، ومنها ما نسب إلى أسماء رجال وملوك وقادة حكموا ثم طواهم الزمان، ومنها ما نسب إلى قبائل وشعوب اعتنقت ديانات ومذاهب انتشرت ثم بادت، ومنها ما سميّ بأسماء نباتات وحيوانات وأشباه وصفات تلك المسميات، هذا ما كشفت وستكشف عنه الأيام المقبلة، وهكذا فإن دراسة هذه الأسماء أو المصطلحات من الأعلام البلدانية ذات فوائد من وجوه مختلفة بعضها يكشف الغطاء عن خفايا تاريخية أدبية، دينية واجتماعية وبعضها عن فوائد لغوية ومفردات جديدة بالإضافة إلى معاجم اللغة ودوائر المعارف، ومن هنا ينبغي لكل من ينهض لأمثال هذه المباحث، دراسة واستقصاء الكتابات والنقوش القديمة عن الأسماء البلدانية التي لم يبق لها وجود. إذ يتفق أن شعباً في الماضي خلف شعباً آخر فيقوم بتغيير الاسم القديم باسم أحدث يدرك معناه ويفهم مرماه، أو يحرفه إلى لفظ ينسجم مع لغته ويستسيغه لسانه، فإن أسماء المواضع يضعها الشعب في لغة يفهمها فتبقى في لغته اسماً يطابق الموضع المأهول حديثاً. وفي العراق كثير من الأسماء قد اكتسبت قشرة حجبت صورتها الأصلية فلو جرّدت منها لظهر اسمها القديم، وكثيراً ما يخلق عوام الناس حكايات ومزاعم وأساطير يفسرون بها سبب التسمية الجديدة، المعرّفة أو المنحوتة عن صيغتها القديمة، وقد يصدقها البعض فيبني عليها أحكاماً وهمية، وعندما تعوزهم الحجة والدليل يذهبون إلى نسبتها إلى صنع الجن أو إلى النبي سليمان أو إلى اسم اسطوري كالنمرود أو إلى حادثة خرافية
