الوصف
رحلة الى وسط الجزيرة 1892م – 1314 هجري – في أوَّل الأمر صدرت بداية وصف هذه الرحلة في مجلة «غلوبوس»، الجزء 67، وبذلك أقام المؤلف، السيِّد البارون إدوارد نولده من كورلاند، علاقة مع محرر مجلة غلوبوس السيِّد الدكتور ريشارد أندريه. وفي 11 مارس/آذار 1895م غادر البارون نولده في لندن الحياة طوعاً بعد أن كان قد أرسل في اليوم الذي سبق وفاته بقية وصف رحلته إلى السيِّد الدكتور أندريه يتلمس منه العمل على نشرها. ولقد تكرَّم الدكتور أندريه بوضع المخطوطة تحت تصرف دار النشر الموقعة أدناه لهذا الغرض. وبهذا الكتاب تقدَّم الدار للرأي العام النسخة التي حصلت عليها كمساهمة في التعرّف على داخل شبه الجزيرة العربية وعلى المناطق الكردية الأرمنية التي لم يزرها سوى عدد قليل جداً من الأوروبيين، والتي تحظى في الوقت الحاضر باهتمام خاص، وعلى أمل في أنَّ الوصف المفعم بالحيوية والجذَّاب إلى أبعد الحدود والمطابق للواقع والغني بالعبر والأحداث المثيرة، والذي كتبه المؤلف الذي فارق الحياة مبكراً، سيثير اهتمام القارىء إلى أقصى درجة.
من جهة صديقة للمؤلف حصلنا من سيرة حياته على المعلومات التالية: «ولد إدوارد فون نولده في 16 أبريل/نيسان 1849م في مزرعة كلِّيتن في كورلاند (ليتوانيا). تلقَّى دروسه الأولى على يد معلِّم بارع خاص، ثمَّ انتقل بعد ذلك وعمره 16 سنة إلى المدرسة الثانوية بمدينة ريغا. بعد ثلاث سنوات ترك نولده المدرسة، بعد أن كان قد انتقل إلى بريما وعاش في السنتين اللاحقتين تارة عند إخوته، وتارة أُخرى عند أبيه في برلين، أو عند أُمّه في ميتان. وفي سنة 1870م التحق بكتيبة الفرسان الرماحين للحراسة الشخصية التي كان مقرها في وارسو، لكنَّه ما لبث أن غادرها بعد سنة ونصف دون أن يجتاز الامتحان للحصول على رتبة ضابط. وعندما اندلعت ثورة الكاروليين (أنصار ولي العهد الإسباني دون كارلوس) في إسبانيا ذهب إلى هناك وتطوع في كتيبة الفرسان الكاروليين ووصل فيها إلى رتبة ملازم وكان قائداً لفصيلة من الفرسان حتى سنة 1876م.
في سنة 1877م انتقل نولده إلى أمريكا الجنوبية وحارب سنة كاملة إلى جانب التشيليين في الحرب التي اندلعت بين التشيلي والبيرو. وعن طريق ريو دي جانيرو وسان فرانسيسكو عاد في أواخر خريف سنة 1878م إلى بطرسبرغ. هنا تقدَّم بطلب للحصول على وظيفة في الخدمة الحكومية وحصل في يناير/كانون الثاني 1879م على وظيفة مفتش على إنتاج المشروبات الرُّوحيَّة لدى حكومة فيتبسك (روسيا البيضاء).
بعد عامين تورط في دعوى قضائية نتيجة وشاية لكنَّه ربح الدعوى. إلاَّ أنَّه لم يتمكَّن بعد ذلك من الحصول على وظيفة مشابهة. فبقي في بطرسبرغ وظلَّ زمناً طويلاً يكتب مقالات في صحيفة بطرسبرغ «هيرولد» عن المشروبات الرُّوحيَّة وطرق تحسينها. واختارته الجمعية التقنية، التي كان يحظى فيها بسمعة مرموقة ليكون عضواً فخرياً فيها. في سنة 1888م سافر نولده إلى إسطنبول، لكنَّه ما لبث أن عاد ثمَّ سافر مرَّة أُخرى مع ابن عمِّه البارون ك. إلى تركيا ومن هناك لأغراض الصيد إلى إفريقيا، التي عادا منها بعد سنتين. السنين التالية أيضاً قضاها البارون نولده بكاملها تقريباً في الترحال والسفر.
وفي السادسة والأربعين من عمره أنهى في لندن طوعاً حياته المليئة بالمغامرات والأخطار.
