الوصف
شعراء بغداد وكتابها في أيام دواد باشا – وجدنا هذا الكتيب عند حضرة صاحب الفضيلة والعرفان السيد محمود شكري الآلوسي، من أشهر مشاهير علماء بغداد صاحب التآليف الجليلة العديدة. فاستأذناه في نسخه فأذن لنا بذلك، وبقي مخطوطاً في خزانتنا مدة تنيف على نحو عشرين سنة. ولما أصدرنا جريدة (العرب) في أيام الاحتلال البريطاني، استشرنا الأستاذ الآلوسي في نشره فلم ير بأساً في ذلك، إلا أنه زاد في الأمر أنه قال لنا: «لو تصلح عبارته لساغت مطالعته»، فأقدمنا على تنقيح ما فيه من العبارات العامية تحقيقاً لأمنية الأستاذ -رحمه الله-.
كلمة الأستاذ نعوم سركيس
إن طلبي من حضرتكم إعارة هذا المخطوط – كما تعلمون – هو أنني لما كنت سمعت منكم أن الذي نشر في صحيفة «العرب» (البغدادية) في سنة 1917م هو قسم منه. وقد كنت أظن قبل ذلك أنه لم يبق منه شيء غير منشور، إذ إن الترجمة المرقمة بعدد 34 الواردة في تلك الصحيفة في عددها المؤرخ في 17 تشرين الأول 1917م ليست بمختومة بكلمة تدل على بقاء باقية منه فكان غرضي من استعارته الوقوف على التراجم غير المنشورة ليس إلَّا، بَيْدَ أنه بعد اطلاعي عليه بانت لي فيه مغامز فرأيت أن أفصح عنها في هذه العجالة. وقد يفوتني شيء من ذلك.
وقد بدا لي أن التراجم غير المنشورة تسع عشرة وأن الترجمتين الأولى والثانية وهما ترجمة عبد القادر وداوود باشا ليستا من الأصل الذي لا بدّ أنه كان بالتركية – ولا من تعريب عبد القادر، إن صح أن التعريب له، كما سيجيء، لأن في صدر ترجمته هذا العنوان: «مترجم التذكرة». ويتصدر ترجمة داوود باشا قوله: «ترجمة المرحوم داوود باشا» بينما التراجم التي تليهما تتصدرها كلمة «مبحث». وفضلاً عن ذلك فقد ذكرت ترجمة عبد القادر وفاته مما لا يبقي ريباً في ما قلته.
اعتمدت «العرب» على اسم الكتاب ومؤلفه المدونين في صفحته الأولى بينما أن الحقيقة تخالف ما جاء فيها عن اسم المؤلف ولا توافق مضمونه الموافقة التامة كما سيرد. ولا بدّ من نسبة الكتاب في عنوانه إلى عبد القادر من خطأ النساخ وأشباههم فإن ترجمته الواردة في أوله ترينا أنه معرب، ولي في ذلك أيضاً شكّ. وإذا رجعنا إلى الكتاب نفسه نجد جملاً وتراجم أُقحمت في الأصل أو في التعريب، فيتبادر إلى البال أن نسخة إما كان فيها حواشٍ فأدخلها المتن من نسخ عليها فاختلط الحابل بالنابل فضلاً عن الغلط في نسبة تأليف الكتاب في عنوانه إلى عبد القادر وسيرد الكلام على ذلك والتحقيق عن المعرب.