Availability: In Stock

مشكلة تاريخ الثقافة الاسلامية

EGP 410.00 EGP 369.00

متوفر في المخزون

الوصف

مشكلة تاريخ الثقافة الاسلامية – كتاب يعادل الف كتاب
مقدمة د يورغ كريمر
من يشتغل في المصير الماضي والحاضر للثقافة الشرقية المجاورة لنا يواجه وليس فقط منذ اليوم، حكماً ثنائياً متميزاً خاصاً به، الأجيال السابقة في الغرب كما في الشرق كانوا يرون أنَّ آسيا، بما فيها العالم الإسلامي، وأوروبا يشكّلان عالمين منفصلين كلياً ثقافياً. كانوا يرون أنَّه يمكن أن يحصل احتفال بينهما وأن يتأثر كل منهما بالآخر، ولكن لا يمكن بأيِّ حال إيجاد (اتحاد) قاسم مشترك ثقافي بينهما. وكان كاتب مصري واضح البصيرة قد شبّه في سنة 1912م البُعد بين نمط الحياة الشرقي الإسلامي ونمط الحياة الغربي المسيحي بالبُعد بين شروق الشمس وغروبها. وبصورة مشابهة كانت تبدو لنا كلمة كيبلينغ سنة 1892م والتي كانت شائعة جداً في يوم من الأيام: «الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب ولن يلتقيا أبداً».
East is East, and West is West, and never the twain Shall meet.
ومثل هذا الموقف القائل بأنَّ الشرق والغرب سيبقيان إلى يوم القيامة بعيدين عن بعضهما وغريب كل منهما عن الآخر لم نزل نجده حتى اليوم بين حين وآخر.
ولكنَّه لم يعد بصورة عامة يتطابق مع الموقف الحالي المتحول تجاه الشرق، وهو لم يعد يتطابق مع الموقف المتحول في الشرق نفسه، بل إنَّ الكثيرين يفكرون ويتحدثون ويكتبون، بدلاً من ذلك، بمفهوم العالم الشرقي – الغربي الذي «لم يعد قابلاً للانفصال». وبذلك حلَّ محل فكرة (لا لقاء أبداً) التي كانت سائدة سابقاً، في الشرق وعندنا أيضاً، مفهوم الترابط الثقافي والمصيري المشترك بين الشرق والغرب. ويجد هذا المفهوم ذروته في الفكرة الإيحائية لإنسانية هومانية كونية «كوكبية» تنتمي إليها الإبداعات العظيمة الصينية والهندية والإسلامية، كما تنتمي إليها بالمعنى الضيق الإنجازات الإنسانية لدائرتنا الثقافية الغربية والمتوسطية.
إنَّ المتطلبات الثقافية للزمن الحاضر والتي تشمل حقاً العالم بأسره تلزمنا، وعلى الأخص نحن المستشرقين الغربيين، أخذ هذه الفكرة العظيمة على محمل الجد ودعمها بكل ما لدينا من قوى. وطالما تتجلَّى هذه الإنسانية الجديدة – أو الأصح: الأكثر جدة – في المقام الأول في ضوء الأخذ والعطاء الحالي المثمر من المنتوجات والإنجازات الثقافية، سنعترف أيضاً بكل الرضى بما يترتب علينا نتيجة ذلك من التزامات، إلَّا أنَّ هذا لا ينطبق كلياً على النظر إلى الماضي ودراسته، فهنا توجد مؤثرات مريبة لا بل وخطيرة للموقف الجديد البشري العام الذي يعمم التناقضات ويمحوها في الوقت نفسه.
ممَّا يقدِّم لنا أمثلة على ذلك هو أوَّلاً وقبل كُلّ شيء الكتابات الإسلامية المعاصرة. فالمشاكل التي يضعها الشرق الأوسط المستفيق من كبوته أمام حاضرنا القلق لا تقتصر بأيِّ حال على مشاكل السياسة والاقتصاد وحدهما. بل إنَّنا لا نجد في جميع هذه الظواهر المقبضة غالباً سوى الوجه الخارجي لتحول داخلي أكثر عمقاً تتعرَّض له الشعوب الإسلامية الشرقية منذ عدَّة أجيال.

معلومات إضافية

المؤلف

دار النشر

الوراق للنشر والتوزيع

عدد الصفحات

176

المقاس

21*14